الأحد، 24 يناير 2010

شعر الترجيب او شعر الميلاد

شعر الترجيب او شعر الميلاد



يعد هذا الشعر من الادب النسائي وتؤدي الام هذة الابيات او الاغاني بان تمسك الطفل من تحت ابطيه وترميه الي اعلى قليلا بحيث يسقط بين يديها فينشأ عن هذا نوع من الايقاع النفسي والصوتي والذي تغني عليه الام ابياتها و الام هي التي تقوم بتلحين هذة الابيات لتكتسب نغما موسيقيا متميزا وقد تكون هي ايضا مبدعة هذة الاغاني او تكون حافظة لها ومنها ما يخص الذكور ومنها ماهو خاص بالبنات ومن امثلة مايخص الذكور:


عونه من راعاه امصبي نطلب ف الصلاح وربي
عونه من راعاه امموح لابس جرد ومسك ايفوح
بالخله والعقد امروح م لشعل بدور امربي
عونه من راعاه امحدر باني بيت ومال امصدر
يعزم ع الضايف ويقّدر والجيران احذاه ايربي
عونه من راعاه اكبيّر راكب فوق حصان اطريّر
يمشي حاكم ع المودير يخلّص دين اللي متغبّي

وترتبط هذة الابيات ارتباطا وثيقا وتمثل امال الام وتطلعاتها بالنسبة لولدها وهذة الامال والتطلعات تجدها متاثرة بالبيئة الي حد بعيد ومعبرة عن الجوانب النفسية والثقافية للام فهي تدعوا ربها وتتوسل بالاولياء الصالحين ان تشاهده وقد ارتدى ملابس انيقة ورائحة الطيب تفوح منه وتتمنى ان تراه محبوبا لفتاة جميلة وترجوا ان تراه ذا مال وكرم يفيض على ضيوفة ومن حولة وبما يجود به ربه عليه ويسعدها ايضا ان تراه فارسا يختال فوق جواده له هيبة ومكانة يدفع الظلم ويفرج ضائقة المكروب ولهذة الابيات نظام خاص من حيث اتفاق واختلاف القافية فهي واحدة في الابيات الاول والثالث والخامس والسابع ومختلفة في الثاني والرابع والسادس فالاتفاق في الاعداد الفردية والاختلاف في الارقا م الزوجية ولكن الابيات التي تختلف في القافية قائمة على نظام التصريع الذي يعني اتفاق اخر الشطرالاول مع اخر الشطر الثاني ونرجح ان يكون الاداءلكل شطره على حده مع تحريك الطفل الي اعلى والتقاطه ومن امثلة هذا الشعر مايختلف عن الابيات السابقة في الشكل وربما ايضا في طريقة الاداء :

هياديه... هياديه خطّم بحصانه شاريه
وذيله م العز امحنيه وبنت الباشا غويّت فيه
قالت نا بالله وبيه اتشيل مخدتها وتجيه
هياديه... هياديه
مايركب غير اشبهات والله الكوت الولوالي
والله زرقه ام انقيطات نقطتها ع الجبهه اتجي
اجيوبه مليان اصخيبات رهاين سمح الذرعاني

وفي هذة الابيات تتصور الام طفلها وقد اصبح يافعا تراه وقد امتطى صهوةجواده الثمين وقد خضّب ذيله بالحناء من فرط حبه له وتفاؤلا بالخير والسعاده تتصوره وقد اصبح فتى احلام فتاة جميلة جاءته تخطب وده وتتمثلة امامها وقد ركب اجود الخيل كالفرس المنقطة وفي جبينها غره تجلب الحظ الحسن ونلحظ ايضا في هذة الابيات اتفاقا في القافية في المقطع الاول الذي ختم بصدر البيت الاول وفي نفس الوقت نجد ابيات هذا المقطع قائمة على نظام التصريع فتتفق نهايات الاشطر الاولى مع نهايات الاشطر الثانية اي انها مرتبطة جميعها بنهايه واحده وفي المقطع الثاني نجد ان البيت الاول لة قافية خاصة ويتحد البيتان الثاني والثالث في القافيةوالاشطر الاولى من الابيات الثلاثة متفقه في النهاية وليس في المقطع تصريع ونحس بان ايقاع هذة الابيات بوجه عام اسرع نسبيا اذا نظرنا الي سابقتها
ويسعدنا ايضا ان نقدم مثالا لترجيب البنات او ترقيص البنات :

يابنتي ماجابوك عرب انتِ فجره وساطيك اطرب
يابنتي ماجابوك اخوان ولاجابك تركي رطان
مسمح وين اتجي للضان ابجربي(1) وكريشه(2) تلهب


ويظهر في الابيات السابقة فخر الام بابنتها فهي تراها كالتحفه التي صاغها مبدع وتمثلها جميلة وقد اقبلت نحو الغنم تختال في ملابسها الزاهية وقد بدات الابيات بقافية واحدة في صدر وعجز البيت الاول ثم ياتي البيت الثاني بشطرية والشطر الاول من البيت الثالث والاخير على قافية واحدة ومختلفة ثم ياتي الشطر الثاني من البيت الاخير ليتفق في قافيته وقافية البيت الاول مما يربط الابيات من الناحية الشكلية قافية ووزنا ونستطيع من خلال شعر النساء ان نرسم صورة للمراة في مجتمعنا البدوي فقد تبوأت المراةفي مجتمعنا الليبي مكانة رفيعة رسخت فيها كثير من القيم والمباديء والتقاليد الاجتماعية المتعارف عليها فقد فرضت طبيعة الحياة على الرجل الابتعاد عن البيت اكثر الاوقات ومن ثم وجدت الام نفسها في موقع القيادة للاسرة وهذا منح للمراة الحق في استقبال الضيوف في غياب الرجل واكرامهم وسؤالهم عن مطلبهم ارجوا ان نكون سلطنا الضوء على هذا المأثور الرائع والذي بكل اسف بدا يندثر شيئا فشيئا والي ان نلتقي في مقالة اخرى نسلط من خلالها الضوء على روائع موروثنا الشعبي الاصيل وفقني الله واياكم الي مافية الخير وان يجعل عملنا هذا خالصا لوجهه الكريم

مع تحياتي


الباحث احمد الحوتي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق